file:///C:/Users/mon7abiby/Desktop/googleba8bf29a791ff798.html

الثلاثاء، 29 مارس 2016

المواجهة وكيفية الاستعداد لها

المواجهة وكيفية الاستعداد لها

نحن نكون بحاجة في بعض الأحيان، للتعامل مع شخص يصعب التعامل معه، وتربطنا به علاقة ما، كالشخص المُسيطر، والمُستغل، أو الشخص الذي لا يمكن الاعتماد عليه، أو حتى الشخص الذي يدمن الاعتداء على الآخرين بألفاظ جارحة. وفي بعض الأحيان نكون بحاجة لتطوير أنماط أفضل من التآلف، والتواصل في علاقة جيدة، أو الدفاع عن قيمتنا في علاقة سيئة. وفي أحيان أخرى، قد نكون بحاجة لإبعاد شخص ما عن الاستحواذ على مساحة أكبر من وقتنا، وطاقتنا، ومواردنا بأكثر مما نرغب في تقديمه.
وبالنسبة لعدد كبير من الناس، فإن وضع حدود فاصلة، أو القيام بمواجهة شخص آخر قد لقى فشلاً قوياً، ومع ذلك، فقد أظهرت الأبحاث أن المواجهة ضرورية للنجاح في كل ميادين الحياة.
هناك ثماني خطوات يمكنك أن تأخذها لإعداد نفسك، لذلك الحوار الصعب الذي كنت تتجنبه، ثم سوف نقدم خمس استراتيجيات محددة يمكنك أن تستخدمها، لانتزاع الخوف من مواجهتك.
1- اعترف بفشلك في المواجهة وتوقف عن القيام بدور الضحية
إن الحافز الأكبر لتحمل المسئولية هو هذا: إذا اعترفت أن المشكلة نابعة من سلبيتك، وأنك لم تعد ترى نفسك كضحية، يكون هناك احتمال أقل بأن تترك الحوار دون التعامل مع المشكلة. فإذا تجنبت التعامل معها، فإنك تعرف أنك تُوقع عقداً مع البؤس، وهذه غلطتك. إن ذلك سوف يجعلك تدور في حلقة مُفرغة!
2– اعترف بدوافعك
هناك أسباباً كثيرة لمواجهة شخص ما، بعضها جيد، والبعض الآخر ليس جيداً، تماماً.
إن الدوافع السلبية هي تلك التي لا تفيدنا، وتفيد الشخص الآخر، ولا تفيد العلاقة، أو أي شخص آخر، إنها فقط تجلب المزيد من الضرر. لذلك تذكر أن دوافعك سوف تُسلَّط عليها الأضواء في النهاية. ازرع دوافع جيدة في المواجهة، وسوف تحصد ثمراً جيداً في النهاية.
3- اعترف بمخاوفك
إن معرفة ما تخشاه، وكيف تميل للتراجع، قد يكون خطوة الوعي التي تساعدك على اتخاذ خطوات أفضل. فإذا ثبت أن مخاوفك أكبر من أن تتعامل معها، بملاحظتها واتخاذ قرارات بديلة، فلتحصل على بعض العون. تحدث مع صديق موثوق به، أو ابحث عن أحد المشيرين.
4- اعترف بالشكاوي المشروعة للشخص الآخر
إذا نظرت إلى نفسك، وإلى دورك في إيجاد المشكلة في العلاقة قبل الحوار، سوف تكون أكثر استعداداً عندما يشير الشخص الآخر إليه. سوف لا تؤخذ على حين غرة، وتتخذ موقف الدفاع، أو تشعر بالذنب، وتقاوم، وتحاول أن تبرر أخطاءك، وتشعر بأنك في حالة سيئة، أو تعتبر أن المتسبب في هذه الأخطاء هو سلوك الشخص الآخر.
5- اعترف بفكرتك المشوهة عن الشخص الذي تواجهه
جميعنا لدينا إسقاطات، أو ميول تجعلنا نرى الناس في ضوء تجاربنا السابقة. فنحن نشوه صورة أصحاب السلطة، والرجال، والنساء، والعلاقات الرومانسية، واحتياجات الناس، ونقائصهم.
عندما تصبح مدركاً لكل هذه الصور المشوهة، انظر أيضاً إلى مختلف أنواع السلوك، والخيارات التي يمكن أن تقودك إليها، واستخدم ذلك الإدراك لإجراء التغييرات التي تكون بحاجة لإجرائها.
6- حاول أن تفهم الشخص الآخر
في مرات كثيرة، ننظر إلى المشكلة، دون محاولة أن نفهم ما يسبب صراعات الشخص الآخر، ومواقفه الدفاعية عن نفسه. نحن نعرف فقط أننا لا نحب ما يفعله، ونصبح غاضبين ومتضايقين. إن بعض ما يعتمل في صدرك من غضب، وشعور بالاضطهاد، قد يتناقص عندما تدرك أنه في أغلب الأحيان، إن الناس لا يحاولون إيذاء الآخرين عن عمد، ولكنهم يفعلون ذلك نتيجة للمشكلات الخاصة بيهم.
7- تعامل مع إنفعالاتك في مكان آخر
في المواقف التي لازلت تشعر فيها بالمرارة، أو الغضب، اذهب إلى مكان آخر، لتحصل على العون، وابذل جهداً للتغلب على تلك الإنفعالات. وعنذئذ تكون مُعداً على نحو أفضل للتعامل مع الحوار، لأنك لن تشعر بالاستياء، أو الغضب، وسوف تتاح لك رؤية أفضل، والمزيد من الاستبصار والتعقل. وسوف تتمكن من التعامل بشكل أفضل، عما لو كان رد فعلك نابعاً من إنفعالات لم تُروَّض بعد.
8- ابحث عن الشفاء
ابحث عن الشفاء أولاً، حتى تستطيع التركيز على ما يقلقك، في سلوك الشخص الآخر. وإلا، فبالإضافة لعدم حصولك على ما تحتاجه، في تلك اللحظة للشفاء. فإنك سوف تفقد التركيز، وقد تصبح أكثر ألماً. ومن غير المُحتمل التوصل إلى حل. ولذا، فلتكن قوياً، على قدر ما يمكنك. فإن ذلك سوف يساعدك على مواجهة المشكلات في العلاقات، وفي كل شئون الحياة.
استراتيجيات محددة للاستعداد
1- استعن بآخرين
بما أن بعض المواجهات تكون صعبة، ولأنه قد تكون لديك مخاوف، واحتياجات للحب، والقبول، مما يمكن أن يجعلك عرضة للجرح، اتصل بجماعة تقدم لك المساعدة، قبل المواجهة. ليكن معك فريق عمل، تكون راجعت معه الأمور، وواجهت نقاط ضعفك، وصرخت، وتدربت، حتى تعرف أن هناك من يقف إلى جانبك، ويقدم لك العون.
2- اكتب ما تريد أن تقوله
إن هذه الاستراتيجية تعطيك الكثير من الوقت، للتفكير فيما تريد أن تقوله، يمكنك كتابة الأشياء الصائبة. ويمكن أن تجعل الآخرين يراجعون ما كتبت، ويبدون رأيهم فيه. ويمكنهم أن يُدلوك على ميلك للتقليل من حجم المشكلة، أو المبالغة فيه، أو عدم اتخاذك موقفاً حازماً بما فيه الكفاية. يمكن التغلب على نقاط ضعفك مقدماً.
3- تدرب وقم بتمثيل الأدوار المختلفة
قد تجد أنه من المفيد، أن تتدرب على الحوار مع صديق لك. دعه يلعب دور الشخص الآخر، وخُذ أنت دورك، وقل ما تريد قوله. اجعله يقول السيناريوهات المحتملة التي تخشاها، ثم تدرب على كيفية ردود أفعالك عليها.
قد تجد أنه من المفيد، أن تلعب دور الشخص الذي سوف تواجهه، وتجعل صديقك يقوم بدورك أنت. وعندئذ يمكنك أن ترى الخيارات الأخرى للاستجابة، عندما يلعب صديقك دورك.
4- لتكن توقعاتك وفقاً للمنظور الصحيح
ما الذي يمكنك أن تتوقعة فعلاً، من الحوار الذي سوف تجريه مع شخص آخر؟ يمكنك أن تتوقع السيطرة على ما تفعله أنت، ولكن ما يفعله شخص آخر، فهذا شيء يرجع له.
5- رتب وضع المواجهة كما لو كانت “رغيف خبز”
فالحوار الصعب هو منتصف الرغيف، وأنصارك المساندون لك، بمثابة قطعتي الخبز على جنبي الحوار.
قد يبدو في ذلك الكثير من الإعداد، ولكنه إلى حد ما ليس كذلك. إنه مجرد تدريب جيد على كل ما في الحياة، سواء كنت تخطط، أو لا تخطط لمواجهة عصيبة مع شخص ما. إذا كنت تفعل هذه الأشياء يومياً، فعندما تقدم على المواجهة لوضع الحدود، فإنك سوف تكون معداً لها إعداداً جيداً.
د. هنري كلاود – د. جون تونسند
مع التصرف: كتاب “المصارحة وجهاً لوجه”

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق